فصل: الخطبة بمكة.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.العهد بالسلطنة لملكشاه بن ألب أرسلان.

وفي سنة ثمان وخمسين عهد ألب أرسلان بالسلطنة لابنه ملكشاه واستخلف له الأمراء وخلع عليهم وأمر بالخطبة له في سائر أعماله وأقطع بلخ لأخيه سليمان وخوارزم لأخيه ازعزا ومرو لابنه أرسلان شاه وصغانيان وطخارستان لأخيه إلياس ومازنداران للأمير ابتايخ وبيغوا وجعل ولاية نقشوان ونواحيها لمسعود بن ازناس وكان وزيره نظام الملك قد ابتدأ سنة سبع وخمسين بناء المدرسة النظامية ببغداد وتمت عمارتها في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وعين للتدريس بها الشيخ إسحق الشيرازي واجتمع الناس لحضور درسه وتخلف لأنه سمع أن في مكانها غصبا وبقي الناس في انتظاره حتى يئسوا منه فقال الشيخ أبو منصور: لا ينفصل هذا الجمع إلا عن تدريس وكان أبو منصور الصباغ حاضرا فدرس وأقام مدرسا عشرين يوما حتى سمع أبو إسحق الشيرازي بالتدريس فاستقر بها.

.وزراء الخليفة.

كان فخر الدولة بن جهير وزير القائم كما ذكرناه ثم عزله سنة ستين وأربعمائة فلحق بنور الدولة دبيس بن مزيد بالقلوجة وبعث القائم عن أبي يعلى والد الوزير أبي شجاع وكان يكتب لهزارشب بن عوض صاحب الأهواز فاستقدمه ليوليه الوزارة فقدم ومات في طريقه ونفع دبيس بن مزيد في فخر الدولة بن جهير فأعيد إلى وزارته سنة إحدى وستين في صفر.

.الخطبة بمكة.

وفي سنة اثنتين وستين خطب محمد بن أبي هاشم بمكة للقائم وللسلطان ألب أرسلان وأسقط خطبة العلوي صاحب مصر وترك حي على خير العمل من الأذان وبعث ابنه وافدا على السلطان بذلك فأعطاه ثلاثين ألف دينار وخلعا نفيسة ورتب كل سنة عشرة آلاف دينار.

.طاعة دبيس ومسلم بن قريش.

كان مسلم بن قريش منتقضا على السلطان وكان هزارشب بن شكر بن عوض قد أغرى السلطان بدبيس بن مزيد ليأخذ بلاده فانتقض ثم هلك هزارشب سنة اثنتين وستين بأصبهان منصرفا من وفادته على السلطان بخراسان فوفد دبيس على السلطان ومعه مشرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وخرج نظام الملك لتلقيهما وأكرمهما السلطان ورجعا إلى الطاعة.

.الخطبة العباسية بحلب واستيلاء السلطان عليها.

كان محمود بن صالح بن مراد قد استولى هو وقومه على مدينة حلب وكانت للعلوي صاحب مصر فلما رأى إقبال دولة ألب أرسلان وقوتها خافه على بلده فحملهم على الدخول في دعوة القائم وخطب له على منابر حلب سنة ثلاث وستين وكتب بذلك إلى القائم فبعث إليه نقيب النقباء طراد بن محمد الزينبي بالخلع ثم سار السلطان ألب أرسلان إلى حلب ومر بديار بكر فخرج إليه صاحبها ابن مروان وخدمه بمائة ألف دينار ومر بآمد فامتنعت عليه وبالرها كذلك ثم نزل على حلب وبعث إليه صاحبها محمود مع نقيب النقباء طراد بالاستعفاء من الحضور فألح في ذلك وحاصره فلما اشتد عليه الحصار خرج ليلا إلى السلطان ومعه أمه منيعة بنت رتاب النميري ملقيا بنفسه فأكرمه السلطان وخلع عليه وأعاده إلى بلده فقام بطاعته.

.واقعة السلطان مع ملك الروم وأسره:

كان ملك الروم في القسطنطينية وهو أرمانوس قد خرج سنة اثنتين وستين إلى بلاد الشام في عساكر كثيفة ونزل على منبج ونهبها وقتل أهلها وزحف إليه محمود بن صالح بن مرداس وابن حسان الطائي في بني كلاب وطيء ومن إليهم من جموع العرب فهزمهم وطال عليه المقام على منبج وعزت الأقوات فرجع إلى بلاده واحتشد وسار في مائتي ألف من الزنج والروم والروس والكرخ وخرج في احتفال إلى أعمال خلاط ووصل إلى ملازجرد وكان السلطان ألب أرسلان بمدينة خوي من أذريبجان عند عوده من حلب فتشوق إلى الجهاد ولم يتمكن من الاحتشاد فبعث أثقاله وزوجته مع نظام الملك إلى همذان وسار فيمن حضره من العساكر وكانوا خمسة عشر ألفا ووطن نفسه على الاستماتة فلقيت مقدمته عند خلاط جموع الروسية في عشرة آلاف فانهزموا وجيء بملكهم إلى السلطان فحبسه وبعث بالأسلاب إلى نظام الملك ليرسلها إلى بغداد ثم تقارب العسكران وجنح السلطان للمهادنة فأبى ملك الروم فاعتزم السلطان وزحف وأكثر من الدعاء والبكاء وعفر وجهه بالتراب ثم حمل عليهم فهزمهم وامتلأت الأرض بأشلائهم وأسر الملك أرمانوس جاء به بعض الغلمان أسيرا فضربه السلطان على رأسه ثلاثا ووبخه ثم فاداه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعلى أن يطلق كل أسير عنده وأن تكون عساكر الروم مددا للسلطان متى يطلبها وتم الصلح على ذلك لمدة خمسين سنة وأعطاه السلطان عشرة آلاف دينار وخلع عليه وأطلقه ووثب ميخائيل على الروم فملك عليهم مكان أرمانوس فجمع ما عنده من الأموال فكان مائتي ألف دينار وجيء بطبق مملوء بجواهر قيمته تسعون ألف ثم استولى أرمانوس بعد ذلك على أعمال الأرمن وبلادهم.